تحدث السياسي الكردي العفريني رشيد أحمد لوكالة فرات للأنباء عن الصمت الدولي وسط الانتهاكات وجرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحق شعوب شمال وشرق سوريا وطالب المجتمع الدولي بوضع حد لهذه الجرائم ومحاكمتها على أسس قانونية وعادلة.
وقال أحمد:" هُجرنا من عفرين قسراً ونقطن الآن في مناطق الشهباء وبخصوص أو سبب هجرتنا من عفرين حوالي عامين نرى بأنه لا حول ولا قوة في القرن الواحد والعشرين شعب تعداده أكثر من خمسين مليون نسمة يعيش على أرضه بكل آمان وسلام ومحبة لشعوب المنطقة ومكونات الداخل السوري ولكن نسأل من أنفسنا هل نحن شعب مكتوب علينا أو قدرنا أن لا نعيش بسلامٍ وحرية على أرضنا؟ ولكن نستنتج الحقيقة المخفية وراء ذلك هو مصالح وسياسات استراتيجية دولية بقيادة السلطات الحاكمة في العالم وعلى رأسها الدول المهيمنة على الكرة الأرضية ومنها الشرق الأوسط وبالأخص سوريا، منذ حوالي تسع سنوات ووطننا السوري يمر بأزمات تقاطع نفوذ ومصالح دولية ولذلك يقومون بحرب وسياسات خطيرة جداً على رأس شعبنا في سوريا وخاصةً الشعب الكردي".
وأضاف "وآخر ما يمكننا قوله بأن أمام أعين جميع العالم تقوم الدولة التركية أو النظام الأردوغاني باحتلال قسم كبير من الأراضي السورية بحجة أن الشعب الكردي شعب إرهابي؛ كيف يمكن أن يتصف أو يسمى شعب بأكمله بأنه إرهابي من طفل عمره شهر حتى كهل عجوز يتجاوز المئة عام، أين القوانين الدولية وحقوق الإنسان والعالم أجمع؟ أي ذريعة أخطر من تدخل النظام التركي في شمال وشرق سوريا ففي البداية كانت إعزاز وعفرين وإدلب والباب وجرابلس فإذا فعلاً كنا إرهابيين والدولة التركية التي تدعي بأنها قمة السلام والإنسانية ويدعي بأن قلبه محروق على الشعب فلماذا يرفع علمه في دولة جارة ذات سيادة ويقوم بفرض نهجه التعليمي وسياسة الهيمنة العثمانية على الأطفال الكرد والآشور وجميع مكونات شمال وشرق سوريا؟ إلى متى هذا الصمت الدولي هل فعلاً ليس لدينا حق بأن نتواجد على الخريطة العالمية؟ لكن الحقيقة لأننا شعب نريد الحرية ونسير على مبدأ التعايش المشترك مع جميع المكونات السورية فلذلك هذا قدرنا.
وأوضح أحمد أن الدولة التركية وهو شرطي وأداة بيد سياسة الهيمنة العالمية تقوم بمقاتلة شعبنا الكردي وعندما وصل إلى نتيجة ليست باستطاعته المقاومة أمام نسائنا الأبطال والشجعان وأبنائنا الأسود قام باتباع أساليب واستخدام أسلحة محرمة دولياً كالفوسفور الأبيض الكيميائي والذي يعرف بكافة القوانين الدولية غير مسموح استخدامه، فما المغزى من استخدام هذا السلاح من قبل العدوان التركي ألا وهو زرع الخوف في نفوس الشعب الكردي الآمن والمؤمن بالإنسانية جمعاء والعيش بسلامة وكرامة مع إخوانهم من جميع المكونات.
وتابع أحمد: "لقد قامت بعض المنظمات وجهات دولية رسمية بإدانة واستنكار استخدام هذا السلاح بحق الأهالي في شمال وشرق سوريا وهذا شيء جيد لكنه غير كافي ويتطلب أكثر لأننا أناس مدنيين ولا نستحق وغير مقبول استخدام هذه الأسلحة بحقنا كمدنيين عزل وتعتبر جرائم حرب بحق الإنسانية جمعاء ويجب محاكمتها أمام المحاكم الدولية الرسمية وأن يكونوا لائقين بالدساتير التي يتفقون عليها ويعدونها".
وأشار أحمد إلى أنه ورغم تدخل أمريكا، وروسيا التي تحمي النظام السوري لوقف العدوان التركي إلا أننا نرى أن الدولة التركية لا تصغي لأحد وبذلك نستنتج بأن ليس للكرد صديق ولا أحد يساعدهم بأخذ حقوقهم إلا الكرد أنفسهم، ولذلك نحن شعب مؤمنين بأن نضحي بأنفسنا وبالدفاع المشروع عن حقنا الذي هو حق كوني وطبيعي ولن نتردد ونخاف ولا نركع ونستسلم لأن لدينا إيمان قوي بأنفسنا حتى أخر نفس.
وأضاف "نقول إن القرن الواحد والعشرين يخضع لسياسة الهيمنة العالمية على حساب الشعوب ولكن لابد أن يأتي وقريباً جداً اليوم الذي سيصل به الشعب الكردي إلى حريته".
ونوه أحمد بأن ندائنا للقوى العالمية الذين ينادون بحقوق الإنسان والدساتير الإنسانية العالمية أن لا يكونوا عنصراً مسانداً للسياسة التركية وأن يقوموا بإيقاف هذا العدوان التركي بأقرب وقت ممكن لأن هذا العدوان بعيدة كل البعد عن الأخلاقيات والقوانين الدولية، ومن ناحية أخرى يتطلب منا نحن ككرد أن نكون صفاً واحداً مادام الدول العالمية لا تأخذنا بعين الاعتبار فمن الواجب علينا أن نتحد كشعب كردي وأن يكون لدينا موقف وقرار واحد ونقول للعالم كفى فنحن شعب نحب الخير والسلام ونريد أن نعيش بأمن وسلام في أرضنا، وإذا كانت الدولة الروسية تدعي بأننا كشعب كردي مع أميركا نقول لروسيا ليس الشعب الكردي من سمح لأميركا بالمجيء إلى سوريا بل هذا أمر واقع ومفروض علينا بأن نتعامل مع جميع القوى الموجودة في المنطقة ومن يساند الشعب الكردي نقول له شكراً وإن لن تقوموا بفعل شيء فإتركوا الشعب الكردي يفعلوا بأنفسهم لأنهم يعلمون بقدرهم ومصيرهم وهم سيقررون مصيرهم بذاتهم.
وأنهى السياسي الكردي رشيد أحمد حديثه قائلاً: "رغم هجرتنا قسراً من عفرين نحن متمسكون بأرضنا وعفرين هي تلك النبضة التي تنبض في قلب كل عفريني ولن نتركها وسوف يأتي يوم ونحتفل بعيد الحرية والاستقلال وعفرين حرة أبية ومن حق الشعب أن يعود إلى عفرين لكي نكون شعب لائق بهذه الحياة ولا خيار أمامنا سوى الاستمرار في المقاومة حتى نصل لحريتنا وكرامتنا".